مقالات

الدكروري يكتب / عن حق الطفل في الملاعبة والمداعبة

الدكروري يكتب / عن حق الطفل في الملاعبة والمداعبة

 

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن حقوق الطفل عن الإسلام وإن من حقوق الطفل هو حق الإنفاق وخير نفقة يدخر الله تعالى ثوابها للعبد النفقة على الأهل والولد، وكما رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في ترك ما يكفي للأهل والولد لئلا يذهب ماء وجههم بسؤال الناس، فلا يوصي بإخراج شيء كثير من ماله، وكما أن من حقوق الطفل هو حقهم في الملاعبة والمداعبة والرحمة واللطف ألا ترى كيف أن نبينا صلى الله عليه وسلم مع كثرة مسؤولياته. 

فهو الرسول والقاضي والمعلم والموجه المرشد والمفتي والزوج والأب وقائد الجيش الأعلى والمجاهد والإمام والخطيب ورئيس الدولة، فسبحان من هيأه وكمله، كان مع ذلك يلاعب أطفاله وأطفال المسلمين ويمازحهم، ويدخل بذلك السرور في قلوبهم، وقد أكدت دراسات مختلفة لكثير من التربويين على أن الإنحراف السلوكي للطفل تكون بداياته في العطلات التي يكثر فيها الفراغ، ويكثر الإختلاط بأصدقاء السوء، فالواجب علينا الإهتمام بأولادنا فيها، فيا أيها الآباء إن هناك مقترحات مهمة تتعلق بالعطلة الصيفية وهو الإشراك في حلقات التحفيظ بالمساجد بصورة يومية، وتذكر أن الوالد إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث، منها ولد صالح يدعو له وهل يرجى صلاح بدون كتاب الله؟ ولا بد من أن تقيم لأبنائك درسا في البيت في السيرة. 

في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق، وأدم اصطحاب ابنك للصلاة معك بعد أن تعلّمه آداب المسجد لئلا يؤذي المصلين حتى يتعلق قلبه بالمسجد، وأشركه في الذهاب إلى المحاضرات الدينية التي تقام في المساجد بين الفينة والأخرى ومن فوائد هذا أنه يتعلم التأدب مع المشايخ، ويعتاد على إطالة الجلوس لطلب العلم، ويعتاد على إعمار بيت الله تعالي، ولا بد من تحفيظ أبنائنا في هذه العطلة حصن المسلم، فوالله لو حافظنا وحافظ أبناؤنا على قراءة أذكار اليوم والليلة لما عرفت العين ولا السحر طريقا إلى بيوتنا، ونحن في زمان كثر فيه الحاسدون، وكثرت الإصابة بالعين والسحر، وإن العطلة الصيفية استراحة بين فترتين دراسة والذهن مشحون بالمواد العلمية، ولذا لا بد من التركيز في هذه العطلة على الترفيه واللعب.

وهذا له مجالات واسعة، منها إشراكه في نادي لتعلم السباحة، لكن لا بد أن يتم إختيار الأماكن المحتشمة التي تتقيد بضوابط الشرع، وتوفير القصص الهادفة لهم وحثهم على مطالعتها، السفر إلى الخارج لمن تيسّر له ذلك لما فيه من الترفيه والتغيير المطلوب، زيارة الأقارب والمقابر ليتذكر الموت، فهذا مما يقوم سلوكه، وزيارة المستشفى ليشكر الله على نعمة الصحة والعافية، وكما يجب علي الأب التنزه معهم في حدائق الأطفال، وهنا كلمة أوجهها لكل مسؤول عن هذه الحدائق، لقد أصبحت حدائق الأطفال حدائق حب وغرام، تجد في كل زاوية من زواياها شابا وفتاة ولا أدري أين ذهبت غيرة الرجال والآباء، وهذا له أثره السيئ على العملية التربوية للطفل، ومن العجب العجاب في هذا المجتمع أن بعض الأسر عندنا يسمحون للخاطب أن يتنزه مع خطيبته بمفردها. 

ولا يسمحون للزوج العاقد أن ينفرد بزوجته ولله في خلقه شؤون، ولا بأس من تقويته في بعض المواد التي تعيق مسيرته الأكاديمية ويراعى في ذلك كله أن لا يتسرب الملل إليهم، ولا بد من مضاعفة مراقبة أولادنا في العطلة لئلا يستحوذ عليهم أصدقاء السوء ونحن غافلون، فالفراغ غير المرشد يفسد ما لا يفسده الذئب الجائع الذي يخلو بقطيع الغنم، وقد أصبح مجتمعنا من المجتمعات التي بدأت تظهر فيه ظاهرة اغتصاب الأطفال والعياذ بالله، فالعاقل الحازم من حافظ على ولده، واسمع هذا الكلام حيث قال الوليد بن عبد الملك “لولا أن الله ذكر قوم لوط في القرآن ما ظننت أن ذكرا يفعل هذا بذكر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى