المرأة

فرصة للمرأة.. مدرسة لتأهيل قياديات المستقبل

متابعة/ رانيا البدرى 

 

تحرص الدولة على تذليل الصعاب أمام المرأة للوصول إلى المناصب القيادية والمشاركة الفاعلة فى مجالس الإدارات العليا، فزاد عدد الوزيرات فى الحكومة وعدد النائبات فى البرلمان وفى المناصب العليا، ونالت المرأة من المكاسب ما لم تحققه من قبل، لكن الهدف الأكبر هو تأهيل المرأة نفسها وتطوير قدراتها للمنافسة فى سوق العمل واستكمال طريقها المهنى والعملى لتصبح أكثر تأثيرا فى عملها وفى مجتمعها، ومن أجل هذا أطلقت الاكاديمية الوطنية للتدريب فى يوليو الماضى مجموعة من البرامج التدريبية الموجهة للمرأة تحت مظلة «مدرسة المرأة للتأهيل للقيادة» بالتعاون مع وزارتى التخطيط ووزارة الهجرة والمجلس القومى للمرأة وتستهدف المرأة المصرية العاملة وغير العاملة من سن 22 إلى سن الخمسين من خلال عدة برامج هى المرأة تقود للتنفيذيات، والمرأة تقود فى المحافظات، والمرأة تقود فى الخارج، ويقدم البرنامج فرصا للدراسة النظرية والتدريب الميدانى وورش عمل مع مدربين متخصصين ولقاءات مع صناع القرار، وهى فرصة كبيرة جدا وعظيمة تقدمها الدولة بهدف تمكين المرأة ودعمها وتطوير كفاءاتها وتعزيز قدراتها وصقل مهاراتها ـ كما تقول ميريز عبد الرحمن المحامية وإحدى خريجات مدرسة المرأة للتأهيل للقيادة، والتى تضيف: دائما ما تشتكى المرأة من عدم التمكين ومن عدم توافر الفرص المناسبة لها وهذا البرنامج هو فرصة حقيقية بالنسبة لى ودفعة للأمام فى حياتى المهنية والشخصية، فكان لابد لى من المشاركة والانفتاح على كل ما هو إيجابى خصوصا أن الأكاديمية معروفة أنها على مستوى عال من الخبرة، ومن خلال البرنامج اكتشفت نفسى وتعلمت الكثير فى زمن قياسى فى جميع المجالات ولقد استفدت كثيرا فى مجال عملى على مستويين، الأول هو التنوع فى البرامج مما يخدم العمل الحر ويصقل معارف الخريجات ومهاراتهن سواء اقتصاديا أو سياسيا وغيرهما، والثانى هو تبادل الخبرات مع الزملاء المشاركين، فنظام التدريب فى الأكاديمية يعتمد بشكل كبير على المشاركة فى الحدث، وبالتالى حصلت على خبرة كبيرة جدا بالتفاعل من الزملاء الذين ينتمون الى مجالات متنوعة، ومن الأشياء الإيجابية أيضا فى البرنامج هو وجود تواصل مستمر بعد الانتهاء من الدراسة وهى ميزة مهمة فى الأكاديمية، فهناك على سبيل المثال برامج للخريجين كمنح دراسية مقدمة لكل من يرغب فى المشاركة، وذلك فى مجالات متعددة، فهناك تعاون مشترك مع جامعات أخرى، كما يسمح لنا التواصل المستمر بالاستفادة من دورات تدريبية وأنشطة متنوعة تقدمها الأكاديمية. وأنا ارشح مدرسة المرأة للتأهيل للقيادة بقوة لكل شابة بعد تخرجها وترغب فى تطوير مهاراتها وتعزيز قدراتها والتعرف على العالم من منظور مختلف.

أما هالة الباز فهى تعمل كمستشار مالى وإحدى خريجات المدرسة من الدفعة الأولى، تقول: تعرفت على البرنامج من خلال الإنترنت ومحطات الراديو فقمت بالتسجيل على موقع الأكاديمية، وكانت هناك أسئلة تشبه السيرة الذاتية ثم تلقيت رسالة بموعد المقابلة الشخصية فى مقر الأكاديمية، والحقيقة فهى لم تكن مقابلة عادية فقد استغرقت ثلاث ساعات متواصلة على جهاز كمبيوتر يشمل أسئلة اجتماعية وسياسية واقتصادية وأسئلة ذكاء وغيرها، وكل سؤال له وقت محدد إذا لم تتم الإجابة خلاله ينتقل تلقائيا للسؤال التالى، وبعد حوالى شهرين تلقيت رسالة إلكترونية تفيد بقبولي، ولقد استفدت كثيرا من البرنامج فى مجال عملى فى مجال التأمين، فقد تلقينا مواد تأهيلية فى مختلف المجالات التى تناسب سوق العمل منها على سبيل المثال التسويق الإلكتروني، وكيفية عمل دراسة وخطة لمشروع وكيفية التسويق له، كما تعرفنا على معلومات وفيرة عن توجهات الدولة وخططها المستقبلية وأين نحن منها الآن، وأين كنا من قبل، وما هى مشروعات الدولة القائمة، فى مجالات الصحة والزراعة والصناعة والتجارة والتعليم وغيرها، وماذا نريد أن نصل بها فى المستقبل، بالإضافة إلى المشروعات القومية التى تجذب الاستثمارات.

والدراسة كانت مكثفة لمدة شهرين يوميا من الساعة التاسعة إلى الساعة الرابعة مساء، ولم تقتصر على إلقاء المحاضرات فقط ولكن هناك برامج عملية ومشروعات تخرج، ولقد انبهرت بالأكاديمية فى كل شيء، فهى على أعلى مستوى سواء فى الناحية الأكاديمية أو حتى من الداخل فى الديكورات والأثاث وكذلك العاملون بها والمدربون وأستطيع أن أقول إن التجربة كانت غاية فى الاحترافية سواء فى الدراسة و البرامج التدريبة وكذلك التعامل وتقديم الخدمات. 

أما مروى شوقى فهى خريجة برنامج المرأة تقود فى المحافظات وتعمل مدير إدارة بإحدى شركات البترول فى محافظة الإسكندرية، وتقول: تم ترشيح البرنامج لى من أحد معارفى، فسجلت بياناتى عن طريق الموقع وقمت باجتياز المقابلة الشخصية وتم قبولى، وتوفر مدرسة القيادة عدة برامج منها برامج القيادة للتنفيذيين ومدتها عشرة شهور، منها ٩ أشهر دراسة أكاديمية، والشهر العاشر تدريب فى الجهات الحكومية، وذلك فى القاهرة فقط، وكان من الصعب على الالتحاق بهذا البرنامج، فتقدمت لبرنامج المرأة تقود فى المحافظات المصرية، وأول دفعة بدأت فى شهر نوفمبر الماضى وكان من ضمنها الاسكندرية والبحيرة فكانت مناسبة لى، ومدة الدراسة كانت ثلاثة أسابيع. وتنوعت مجالات الدراسة ما بين البيزنس والاقتصاد والسياسة والتسويق والمحاسبة وغيرها، ولقد استفدت كثيرا من هذا البرنامج ليس فى مجال عملى وإنما فى تغيير نمط حياتى بشكل كبير، مثل تعلم طريقة التفكير، وكيفية التعرف على نقاط ضعفك وقوتك وكيفية استغلال القوة بداخلك، وتحويل نقاط الضعف إلى قوة، وتعلم طرق القيادة، بمعنى أشمل كيفية اكتشاف نفسك، وبصفتى النقابية كأمين لجنة المرأة فى الشركة التى أعمل بها فقد ساعدنى البرنامج على تطوير مهارات التفاوض مع الآخرين وطرق التواصل الشخصي، واتمنى ان تستفيد كل فتاة وسيدة من هذا البرنامج فهى فرصة كبيرة لكل من ترغب فى تطوير قدراتها وتطوير مهاراتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى