مقالات

مخدرات العصر تغزو عالم الطفولة والشباب .. بقلم: أمل السودي

 

عندما نسمع هذه العبارة، لا يخطر ببالك سوى تلك المادة السامة التي تسلب عقل الإنسان، وتحتل فكره، وجسده في آن واحد فتعمل على تدميره تدريجيا، وتقضي على طموحاته، وآماله المستقبلية، لكن هل خطر ببالكم ظهور نوع آخر جديد بدأ يغزو عالمنا؟

 خاصة عالم الطفولة، والشباب ربما يسأل سائل منكم لماذا هاتان الفئتان ؟

أولاً: الأطفال، وهم تلك الأرواح النقية الصافية البريئة، والبذرة الصالحة التي يجب أن تزرع في أرض صالحة تسقى بماء طاهرة .

قولوا لي : كيف نحافظ عليهم في عالم خطير بدأ يسلب منهم براءتهم، ونقاءهم عالم افتراضي أخرجهم من واقعهم ،واحتلّ عقولهم بشكل فظيع، وأبعدهم عن ميولهم، وهواياتهم، وإبداعاتهم، وسرق منهم حتى أبسط حقوق طفولتهم حق التعلّم ،واللعب، وأدخل في عقولهم سموم العصر بأكملها.

ثانيا: الشباب، وهم عصب وشريان المجتمعات، و أساسها ، واليد البانية المبدعة .

وأسفاه….

لقد احتلهم، وغزا عقولهم هذا العالم الافتراضي اللعين ذلك المخدر الذي خدر طموحاتهم، وإبداعاتهم ،وآفاقهم المستقبلية بشكل هستيري ،بل ولم يكتف بذلك فقط

 خدر حتى مشاعرهم ،وإحساسهم ،وسلب منهم إنسانيتهم ،وهذا من أخطر ما وصلت بهم الحال 

ربما سيخطر في بالكم الآن ألف سؤال وسؤال 

من سيتعلم؟ 

من سيبني ؟

من سيداوي ؟

ومن سيخترع ؟

ومن سيحمي ؟

كيف تطلب هذا 

من فئة جردت من مشاعرها وإحساسها وإنسانيتها ؟!

فأصبح جل طموحاتهم الهجرة المجنونة، 

والتقاط الصور، وإرسال تلك الفديوهات التافهة ( التيك توك ) الفارغة في مضمونها ،ولتحط من قيمهم الأخلاقية فقط لجني الأرباح دون جهد وتعب.

نحن نعلم كم الظروف والتحديات صعبة لكن نستطيع استثمار التكنولوجيا بشكل سليم دون

 اللجوء إلى هذه الأساليب الرخيصة،لكن للأسف،

 تشرّبوا عبر هذا المخدر اللعين أفكار مسمومة .

فكيف تطلب منهم اتخاذ مواقف من القضايا الإنسانية؟! وهم مخدرون تماما مسلوبو القلب واللب معا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى