مقالات

الدكروري يكتب عن: الأحكام والتوجيهات الدينية

 

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما، ” وإنك لعلي خلق عظيم” يروي عن أبان بن تغلب قال كنت مع أبي عبد الله جعفر الصادق في الطواف، فجاء رجل من إخواني، فسألني أن أمشي معه في حاجته، ففطن بي أبو عبد الله فقال ” يا أبان من هذا الرجل؟ قلت رجل من مواليك سألني أن أذهب معه في حاجته، قال ” يا أبان اقطع طوافك، وانطلق معه في حاجته فاقضها له” فقلت إني لم أتم طوافي، قال “إحص ما طفت وانطلق معه في حاجته” فقلت وإن كان طواف فريضة؟ فقال “نعم وإن كان طواف فريضة” 

إلى أن قال “لقضاء حاجة مؤمن خير من طواف وطواف، حتى عدّ عشر” فقلت له جعلت فداك فريضة أم نافلة؟ فقال” يا أبان إنما يسأل الله العباد عن الفرائض لا عن النوافل” وأن للصوم المستحب فضل عظيم وأجر كبير، لكنك إذا دعيت للطعام من قبل أحد اخوانك المسلمين، فإن استجابتك له أرجح عند الله تعالى من اكمال الصيام، وقد ورد عن الإمام محمد الباقر “من نوى الصوم ثم دخل على أخيه فسأله أن يفطر عنده فليفطر، فليدخل عليه السرور، فإنه يحتسب له بذلك اليوم عشرة أيام” وفي حديث آخر “من دخل على أخيه وهو صائم تطوعا فأفطر كان له أجران أجر لنيته لصيامه، وأجر لإدخال السرور عليه” فإن هذه الأحكام والتوجيهات الدينية تريد تربية الإنسان المسلم على احترام مشاعر الآخرين، وحفظ كرامتهم ومكانتهم، وأن ذلك مورد لرضى الله سبحانه، ومخالفته توجب سخطه. 

والمتدين الذي يهتم بضبط أحكام وضوئه وصلاته، عليه أن يكون أكثر اهتماما بضبط أسلوب تعامله وعلاقته مع الناس، فقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها فقال صلى الله عليه وسلم “هي في النار” ولذا، فإن المجتمع المثالي هو المجتمع الإسلامي الذي مثله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في زمانه وزمان الخلفاء الراشدين، فإن الناس في عيش هنيء متحابين متعاونين لا شقاق بينهم ولم يحتاجوا للقاضي إلا نادرا ولم يحتاجوا إلى بلدية لتنظيف طرقاتهم ومرافقهم لأن كل واحد يحافظ على نظافته ونظافة منزله وطريق المسلمين عملا بحديث النبى صلى الله عليه وسلم “الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق” وقال صلى الله عليه وسلم.

” حق المسلم على المسلم خمس، إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا عطس وحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فشيعه” وحرم الله سبحانه في الإسلام التهاجر والتقاطع وأمر بالصبر والإحسان ومقابلة الإساءة بالإحسان، وبالجملة فقد أمر الله جميع المسلمين بالتعاون بينهم على جميع الأعمال الطيبة، وحرم عليهم التعاون على الإثم والعدوان والإساءة، فقال الله تعالى فى سورة المائدة ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” وقال صلى الله عليه وسلم “إن الله في عون المرء ما دام في عون أخيه” وأوجب الله سبحانه على الحكام العدل بين رعاياهم، والإحسان إليهم وتحكيم الشريعة الإسلامية فيما بينهم وألزمهم برعاية مصالحهم ونشر العلم بينهم وأن يأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر ويقيموا فيهم حدود الله تعالى

وفي الوقت نفسه أوجب على المحكومين طاعة حكامهم، وحرم عليهم الخروج عليهم، من أجل تقصير أو خطأ وأمرهم بمناصحتهم والدعاء لهم والصبر على أخطائهم مع بيانها لهم برفق وعدم تشهير لأنه لا أمن إلا بحاكم ولا حاكم إلا بطاعة إلا إذا أمر الحاكم بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فلا يُطاع في المعصية ويُطاع فيما ليس بمعصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى