مقالات

الدكرورى يكتب/ أعظم الأمانات في الحياة

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، لقد جاءت الأحاديث النبوية التي حذّرت من الخيانة وتضييع الأمانة، فبها ما يسد الذرائع أمام هذه الآفة الخطيرة بكل أشكالها، ما صغر منها وما كبر، وما قل منها وما كثر، فروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان” رواه البخاري ومسلم، وعن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يكون قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن ” متفق عليه.

ومعني السمن هو البدانة، وكثرة اللحم والشحم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائنُ ويُخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة” قيل وما الرويبضة؟ قال “الرجل التافه في أمر العامة ” رواه ابن ماجه، وإن من أعظم الأمانة هو الأمانة التي أنيطت بالرئيس أو صاحب العمل ويتمثل ذلك في حسن المعاملة مع من هم تحت إمرته وسلطته ومن هم تحت ولايته وكفالته، ومن هم خدم عنده أو يعملون لديه، وليتقي الله تعالى في العدل بينهم دون محاباة لأحد دون الآخر، فالمؤمنون اخوة ولا فرق بين أحد منهم إلا بالتقوى والعمل الصالح والإخلاص في عمله، فيجب على المسؤول أن لا يمنع هذا من ترقية أو مكافئة أو دورة تدريبية.

أو إجازة إستحقاقية بدافع الإضرار والتفريط في الأمانة ويحرم على صاحب العمل أن يؤخر رواتب العمال عن موعد استحقاقها، فيحرم بخس الناس حقوقهم من أجل خلافات يمكن أن تزول وتذهب وتضمحل، فالإنسان لا ينتقم لنفسه، بقدر ما ينتقم ويتمعر وجهه إذ إنتهكت محارم الله، أو أخل موظف بعمله وقبل أن ينشأ الخلاف يجب أن يوجه المخطئ فربما كانت هناك شبهة أو أمرا تم فهمه خطا وبالتالي يمكن أن نتجاوز تلك العقبة، وخصوصا بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة والتوجيه السليم وعدم التوبيخ أو السرعة في إتخاذ القرارات مما قد ينتج عنه نتيجة عكسية غير متوقعة من ظلم وتعسف وسوء فهم ثم يصب كل ذلك في قالب التفريط في الأمانة

وإن مما يتعلق بأمانة المسؤول، هو أمانة تولية المسؤولية لمن هو أهل لها من أهل الخير والصلاح والاستقامة، ومن الناس المشهود لهم بحسن السيرة والإخلاص في العمل حتى تتهيأ فرص الإنتاج المثلى التي يستفيد منها الفرد والمجتمع وليحذر المسؤول أن يولي زمام الأمور لمن ليس بأهل لها إما محاباة لأحد، أو لأجل حصول منفعة دنيوية ما تلبث أن تزول ثم يقاسي أتعابها وآلامها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ” ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لم يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة ” وقال صلى الله عليه وسلم ” من غشنا فليس منا ” فتلك الأعمال من خيانة المسلمين وهي من صفات اليهود والنصارى الحاقدين وليست والله من الإسلام في شيء، فالإسلام دين النزاهة والأمانة، حيث قال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى