مقالات

الهادي لنا في ظلمات الحياة .. بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين ثم أما بعد اعلم أخي المسلم أنه قد أنزل الله علينا هذا القرآن ليكون الهادي لنا في ظلمات الحياة، ومنيرا للصراط المستقيم، وقائدا يدعو البشرية جمعاء إلى جنة خلد أعدت للمؤمنين، وقد ذكر الله عز وجل في هذا الكتاب العظيم آيات كثيرة بلغت ثلاثا وثلاثين آية كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله كلها في الأمر والحث على طاعة الله ورسله والتمسك بغرز القرآن والسنة فقد قال تعالى في سورة الأحزاب “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا” فقد ذكر الله تعالي أنه لا يكون للمؤمنين إذا قضى الله ورسوله عليهم أي أمر.                                                                                                                                                                                                                                                                                                               وتأمل هنا قوله تعالى أمرا، فهي نكرة في سياق النفي فتعم كل أمر، فإذا قضى الله ورسوله أي أمر لا يكون لهم أن يتخيروا من أمرهم، هذا غير الذي قضى فيهم ثم ذكر الله عز وجل أن من عصى الله ورسوله فهو في ضلال بعيد لأنه يأبى ما قضاه الله ورسوله عليه وخالف أمرهما، وقال تعالى في سورة النور ” إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون” وقال تعالى “فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم” وقال تعالى “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” وقال تعالى في سورة المائدة “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين” 

وقد حذرنا الله عز وجل من الإشراك بطاعته فقال ” وإن أطعتموهم إنكم لمشركون” وقال تعالى “أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله” وقال تعالى “وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا” وقال تعالى “وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا” ولقد أصبحنا في زمان هاجت فيه رياح الشبهات، وتلاطمت فيه أمواج الفتن التي تموج موج البحار العاتية، وفي زمان أضحى أهل الحق بحاجة ماسة إلى التعرف على دينهم والرجوع إلى مصدر عزهم و مجدهم، فإن الإيمان بالله تعالي فإن للإيمان ثمار يانعة ونتائج طيبة يجنيها المؤمن في الحياة الدنيا، ومن أهم هذه الثمار هو الهداية للحق، فإن في وسط ظلمة الإلحاد والعلمنة التي تبثها الشبكات والفضائيات، تلك السموم القاتلة.

يحتاج المسلم أن يسلك سبيل المؤمنين فلا يجد ذلك السبيل إلا في الركوب في سفينة الإيمان فهي العاصم من القواصم، فأهل الإيمان هم أحق الناس بهداية الله عز وجل، وهذه الثمرة وهي الهداية من أعظم وأجل الثمار التي يجنيها المؤمن في هذه الحياة، فالرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم، كما أن من ثمرات الإيمان بالله هو الحياة الطيبة التي طابت بذكره سبحانه وتعالى فما طابت الحياة إلا بذكره، والتي طابت بشكره جل في علاه فالحياة الطيبة يجدها الإنسان حتى ولو كان في أحلك الظروف وأصعبها، والحياة طيبة وإن كان المسلم فقيرا محتاجا قال الله تعالى ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ” ففي الآية شرط وجواب.

فشرط الحياة الطيبة لكل ذكر وأنثى هو الإيمان والعمل الصالح، وقد وجدها بلال بن رباح رضي الله عنه وهو تحت وطأة العذاب ومن قبله وجدتها امرأة فرعون وهي تحت أشعة الشمس المحرقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى