قلمي المتمرد و حروفي الخرساء ينادي بصوت هادئ يملؤه الصدق يطلب مني أن أسافر بين سطور الكلمات أبحث عن ذلك الحرف الذي لم يكتب بعد عن تلك الفكرة التي تنتظر ميلادها أمسك بقلمي كأنني أمسك بروحي أصارعه و أحاوره نتفق تارة و نختلف تارة أخرى لكنه دائما يسبقني في الحكمة كأن بين أصابعي زاد من الأفكار العميقة التي لا تفهم إلا عندما تصمت جميع الأصوات من حولي ما يمليه علي قلمي من كلمات ليس مجرد كلمات تنثر في الهواء بل شعور يتسرب من أعماق القلب كأنه انعكاس لتلك اللحظات الصامتة التي نعيشها بين الفرح و الحزن بين الطموح و الخيبة كأن الكتابة هي الملاذ الوحيد الذي يتيح لي الحديث بصوتي الحقيقي دون أن أقع في شباك المجاملات و النفاق كل حرف هو انعكاس لروح نقية تبحث عن معنى أعمق من مجرد الوجود تبحث عن حقيقة لا تقتصر على اللحظة الراهنة بل تمتد لتغوص في أفق بعيد لا يرى إلا بأعين القلب. هكذا يتحدث قلمي هذا المساء ولا أملك سوى أن أتبعه، مستسلمة لحكمته
