مقالات

صدى الكلمات..

لا تدمروا قدرات أحد..
يهديها لكم..
صديقكم خالد بركات..

إياك والسُخرية من الناس أو الهزء بِالبؤساء، فأنت تَجهل الدور الذي تُعِدُهُ لك الأقدارُ غداً..
من لا يجيد جبر الخواطر، عليه أنّ لا يكسرها..

قصة حقيقية ومؤثرة جداً..
وقفت معلمة الصف الخامس ذات يوم وألقت على التلاميذ جملة قصيرة : إنني أحبكم جميعاً
وهي تستثني في نفسها تلميذ يدعى تيدي.. !!
ملابسه دائماً شديدة الاتساخ ومستواه الدراسي متدني جداً ومنطوي على نفسه، والحكم الجائر منها كان بناء على ما لاحظته خلال العام..
فهو لا يلعب مع الأطفال وملابسه متسخة..
ودائما يحتاج إلى الحمام، وأنه كئيب لدرجة أنها كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر، لتضع عليها علامات x بخط عريض وتكتب عبارة راسب في الأعلى..
ذات يوم طُلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، وبينما كانت تراجع ملف تيدي فوجئت بشيء ما..!!
كتب عنه معلم الصف الأول : تيدي طفل ذكي موهوب يؤدي عمله بعناية وبطريقة منظمة..
وكتب معلم الصف الثاني : تيدي تلميذ نجيب ومحبوب لدى زملائه و لكنه منزعج بسبب إصابة والدته بمرض السرطان..
أما معلم الصف الثالث كتب : قد كان لوفاة أمه لتيدي وقع صعب عليه لقد بذل أقصى ما يملك من جهود لكن والده لم يكن مهتما به وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات..
بينما كتب معلم الصف الرابع : تيدي تلميذ منطوِ
جداً على نفسه، ولا يبدي الرغبة في الدراسة وليس لديه أصدقاء وينام أثناء الدرس..
هنا بعد ما قرأت أدركت المعلمة ” تومسون ” المشكلة وشعرت بالخجل من نفسها..
وقد تأزم موقفها أكثر عندما أحضر التلاميذ هدايا عيد الميلاد لها ملفوفة بأشرطة جميلة..
ما عدا الطالب تيدي كانت، كانت هديته ملفوفة بكيس مأخوذ من أكياس البقالة..
تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي وضحك التلاميذ على هديته وهي عقد مؤلف من ماسات ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع منها..
ولكن كفَّ التلاميذ عن الضحك، عندما عبرت المعلمة عن إعجابها بجمال العقد والعطر وشكرته بحرارة، وارتدت العقد ووضعت شيئاً من العطر
على ملابسها، ولكن لم يذهب تيدي بعد الدراسة لمنزله مباشرة، بل انتظر المعلمة ليقابلها وقال : إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي..
عندها انفجرت المعلمة بالبكاء لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة..
ومنذ ذلك اليوم أولَتّ المعلمة اهتماماً خاصاً به
وبدأ عقله يستعيد نشاطه، وبنهاية السنة أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، ثم وجدت السيدة مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي كتب بها أنها أفضل معلمة قابلها في حياته، فردت عليه أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة..
بعد عدة سنوات فوجئت المعلمة ” تومسون ” بتلقيها دعوة من كلية الطب لحضور حفل تخرج الدفعة في ذلك العام موقعة باسم “إبنك تيدي”
فحضرت المعلمة وهي ترتدي ذات العقد الذي اهديَّ لها، وتفوح منها رائحة ذات العطر..
هل تعلموا من هو تيدي الآن..؟؟
” تيدي ستودارد ” هو أشهر طبيب بالعالم
ومالك مركز ( ستودارد) لعلاج السرطان )..

وتبقى العبرة.. ترى كم طفل دمرته مدارس الحياة بسبب سوء التعامل معه أو استيعابه..؟؟

نعم..ليست الحياةُ بمظاهرها بل بِخفاياها..
وليس الناس بوجوههم بل بأرواحهم، وبقلوبهم والقلب مجرد عضلة، ولكنه عاصمة كل شيء جمال الحبّ، والدفء، والإحتواء والإهتمام
فحين ينبض يضبط لك إيقاع الإحساس يطمئنك
يوجهك، ويهديك بالمعرفة لما هو مناسب لك..
ولنتذكر..لا يمكنك تعليم أحد أي شيء،بل فقط مساعدته على العثور على المعرفة داخل نفسه.

اللهمَّ..إنِّي أعوذُ بك من قلْبٍ لا يخشعُ ومن دعاءٍ
لا يُسْمَعُ، ومن نفْسٍ لا تشبعُ، ومن علْمٍ لا ينفعُ..
رسالة من عبدالله لعبدالله..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى