مقالات

 قسوة الزمن .. بقلم/ الزهرة العناق

 

كأن الدنيا تعكس لنا مرآة الحقيقة الغير المرئية

فتات الخبز صار ثقيلا في جوف المحروم، و كأن القرش يجلب لعنة الجوع للفقير بدل أن ينقذه.

أما اليتيم، فتكفيه كلمة حب واحدة ليملأ فراغا لا يعوضه مال الدنيا ولا زينتها.

مفارقات تكشف لنا أن 

القيمة الحقيقية ليست في الكثرة، بل في الصدق. 

القيمة الحقيقية ليست في المال، بل في العطاء.

القيمة الحقيقية ليست في الكلمات، بل في المشاعر التي تحملها.

الجوع للمعدم يعتبر رفيق دربه الذي علمه الصبر والرضا، حتى بات جزءا من حياته اليومية، وكأنه نمط حياة لا يعرف سواه. لم يذق طعم الشبع.

بينما الغني، حين يتذوق الشبع، لا يثير في نفسه دهشة أو امتنان، لأنه اعتاد على وفرة النعم فأصبحت جزءا من مسار أيامه المعتادة.

لكن الفارق بينهما ليس في الامتلاء أو الجوع، بل في القدرة على تقدير ما تملك. ففي زهد المعدم حكمة، وفي شبع الغني غفلة، وبينهما تختبئ معاني الرضا و القناعة التي تعبر حدود المادة.

إنها قسوة الزمن حين يصبح المقلوب هو القاعدة، ولكن كلنا أمل أن نعيد للدنيا توازنها برحمة قلوبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى