خواطر
أخر الأخبار

تَعَالِي يَا صَغِيرتِي… بقلم/تهانى عدس

تَعَالِي يَا صَغِيرتِي…

بقلم/تهانى عدس

سَأَقُص ُّ عَلَيْك ِ قِصةَ الْغَزَالَةِ…

و َ مَاذَا عَنْهَا؟

يُحْكَى أَنه غَزَالَةً جَمِيلَةً، يُسَر ُّ إِلَيْهَا الْنظر ُ بِرَشَاقَتِهَا، و َ سُرْعَتِهَا، وَبِجَمَالِ مَظْهَرِهَا، وَبِعُيُونِهَا….

لَمَحَهَا أَحَدُهُمْ ذَات َ يَوْمٍ، و َهِىَ تَتَجَولُ بَيْن َ الْأَشْجَار و َ الْأزْهَار ِ بِكُل ِ خِفةٍ و َسَطَ قَطِيعهَا….

شَعَر َ الْقَطِيعُ بِوجُودِهِ فَفَرُّوا مِنْهُ؛ هَرَبًا إِلَّاّ هِي ظَلتْ ْسَاكِنَةً مَكَانَهَا…

ظَنتْ ْ أَنهُ أَحَبها…

تَغَزَّلَ بِهَا…

و َ قَالَ لَهَا… 

أَنْتِ قَمَر ٌ يُنِير ُ كِيَانِي…

أَنْتِ ز َهْر َةٌ تُز َينُ بُسْتَانِي…

ثُم حَاصَر ْهَا بِأَنَاشِيدَ الْغَر َام ِ فَسَحَر َهَا…

حَتي أَصْبَحَت ْ تَتَر َنحُ و َ تَتَخَبطُ كَالْسُّكَار َى…

فَلَمْ تَدْر ِي أَن ْ كَانَت ْ قَدْ سُقِيَت ْ مِن ْ كَأْس ِ الْهَو َى بَغْتَةً…

أَمْ دُستْ لَهَا تَعْوِيذَات ٌ سِحْر ِيةٌ و َسَطَ أَنَاشِيدِهُ…

تَسللَ خِلْسَةً إِلَى قَلْبِهَا…

فَتَعَلقتْ بِخُيُوطِهِ الْمَغْز ُولَةِ و َ الْمَعْسُولَةِ…

التِي تُشْبِهُ شَبَكَةَ الْصَياد فَاصْطَادُهَا…

اسْتَسْلَمَت ْ و َ تَبَسمَتْ ظَنًا مِنْهَا أَنهُ مُنْقِذُهَا…

اقْتَر َب َ مِنْهَا شَيْئًا فَشَيْئًا، ثُم خَر عَلَى رُكْبَتَيْهِ راكِعًَا…

و َ بِسِكينِ الْغَدْر ِ الْمَسْمُوم ِ ، و َ مِن َ الْو َر ِيدِ لِلْو َر ِيدِ نَحَر َهَا..

و َ بِابْتِسَامَةٍ صَفْر َاء عَلَى و َجْهِهِ، قَالَ لَهَا:

أَنْتِ الْآن َ غَنِيمَتِي…

أَما هِىَ…

فَلَمْ تُبَالِي إِن ْ كَانَت ْ بَعْدَ أَن ْ ذُبِحَتْ أَن ْ يَتِم سَلْخَهَا…

احْتَرسِي يَا صَغِير َتِي،

مِن ْ صَائِدِي الْغِز ْلَّان ِ؛ فَهُمْ كُثُر ٌ 

إِننا فِي ز َمَان ِ افْتِر َاضي غَابِر ٍ 

اخْتَلَطَ فِيهِ الْحَابِلُ بِالْنابلِ

فَلَا تَكُونِي سَبِيلَ ً لِكُل ِ عَابِر ٍ 

و َ لَّا َ إِجَابَة لِكُل ِ مُنْحَط ٍ سَائِلٍ

لَّا تَكُونِي ز َهْر َةً فِي بُسْتَان ِ أَحَدُهُمْ

تَذْبُلُ و َ تَمُوت ُ أَن ْ قَامَ بِقَطْفِهَا

كَو ْنِي كَنَبْتَةِ الْنعْنَاعِ

إنْ تَشقَقَ قَلْبَك ِ مِن ْ شِدةِ الْأَلَم ِ 

نَمَت ْ و َ تَسَلقَتْ بَيْن َ شُقُوقِهِ

حَتي و َ إِن ْ بُتِرَ َ عُودُهُا، تَشَعبَتْ و َ أَيْنَعَت ْ جُذُور ُهُا

؛لِتَغْز ُو الْبُسْتَان َ، و َاحْتَلتْ ر ُبُوعَهُ

أَنْتِ لَسْتِ قَمَر ًا، و َ لَّاَ بَدْر ًا فِي تَمَامِهِ

فَالْقَمَر ُ مُعْتِمٌ بِذَاتِهِ، يَسْبَحُ فِي مَدَار ِهِ

كَونِي شَمْس ٌ مُشْتَعِلَةٌ لَّا َ تُخْمَدُ بَر َاكِينُهَا

تَتَوهْج ذَاتِيًّا؛ فَتَشُقُ ظَلَامُ الْكَو ْن ِ بِنُور ِهَا

تُدْفِئُ الْأْ َرْواحُ الْمُر ْتَعِشَةُ بِحَر َار َتها

أَما إِن ْ حَاولَ أَحَدُهُمْ أَن ْ يُطْفِئَ نُور ُهُا

تَدَعْهُ يَقْتَرِب حَتي يَحْتَر ِق بِنَارِهَا

إِياكِ و َ قُيُود الْتعَلّقِ بِعَبْدٍ مِن َ الْعِبَادِ؛

فَإِن تَعَلُّقُ قَلْبُكَِ الْبَرئ بِهِ أَذَلكِ… 

ِ و َأَتخَذَكِ َ فِي بِلَاط ِ جَو َار ِيهِ سَبِيةً

حَيَاةُ الْجَوارِي يَا صَغِيرَتِي لَّا َ تَلِيقُ بِكِ 

تَحَرري مِن ْ كُل ِقَيْدٍ، يُدْمِي مَعْصَمُكِ

الغزالة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى