مقالات

اليتيم طوق النجاة لمن كفله .. بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد إن اليتيم طوق لنجاة لمن كفله فهو حجاب بينك وبين النار وطريق مضمون لرفقة النبى المختار محمد صلى الله عليه وسلم وسبيل لدخول الجنة مع الأبرار، فيا أيها الأب ويا أيتها الأم قدموا فى دنياكم خيرا وإطمئنوا على أولادكم، وأنت أيها المسلم الذى ما خطر على باله أن يكفل يتيما فقط ضع نفسك مكان اليتيم وتخيل إبنك مكانه لتتحرك العاطفة فيك ويرق قلبك، فقال الشيخ محمد الغزالى رحمه الله إن الناس يرزقون الأفئدة النبيلة.

والمشاعر المرهفه عندما يتقلبون فى أحوال الحياة المختلفه عندئذ يحسون بالوحشة مع اليتيم وبالفقدان مع الثكلى وبالتعب مع البائس الفقير، فمن وضع نفسه مكان الناس هان عليه ما هو فيه وأعذر غيره عما هو فيه، ورحم الله أحد الصالحين كان إذا راى يتيما قال مرحبا بصيدلية الشفاء فيطعمه ويعطيه ويمسح على رأسه ويطلب منه الرضا، أما نحن فننهر ونقهر وهذا لا يليق، فلنتأسى بالذين سبقونا بالإيمان ولنتراحم فيما بيننا، ألم يكن سيد البشر والأنبياء صلى الله عليه وسلم يتيما فوجد من رحمه وآواه فخرج رحمة للعالمين؟ فكم من أرملة مات زوجها تاركا لها أولادا صغارا لا تملك لهم ولا لنفسها قوتا ولا غذاءا؟ وكم من أرملة تنام اطفالها لا يجدون من يشبع جوعتهم أو يمسح دمعتهم؟ 

وكم من يتيم ينظر الى آباء أصحابه وكل أب يضع يده فى يد ولده ليشترى له كسوة أو طعاما وهو لا يجد يدا رحيمة تمسك بيده؟ فيا ترى ما ذنب اليتيم؟ ولماذا قست القلوب؟ ولماذا جفت منابع الرحمة هكذا؟ أهذه اخلاق قوم يؤمنون بالله واليوم الاخر؟ ألا تعلمون أن نبيين كريمين موسى والخضر عليهما السلام قاما ببناء الجدار ليتيمين؟ ألا تعلمون أن بيننا أغنياء يموتون من كثرة الشبع والتفنن فى الوان الطعام ويمرضون من الاشر والبطر والتلذذ بما تشتهى انفسهم، بل والله كلابهم تتقلب فى النعيم وأطفال المسلمين اليتامى يبيتون جوعى ويأكلون بكاءا؟ حقا ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامه، فكم من يتيم يحتاج لبسمه ولرحمة لثمن الدواء. 

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خاب عبد وخسر لم يجعل الله تعالى فى قلبه رحمة للبشر” وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم يتيم ولان له في الكلام ورحم يتمه وضعفه ولم يتطاول علي جارة بفضل ما أعطاه الله ” فاللهم لك الحمد على ما قضيت، نستغفرك، ونتوب إليك، اللهم هب لنا عملا صالحا يقربنا إليك، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنّا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بينا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا.

واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، أنت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى