مقالات

الدكـــروري يكتب: أوصيكم بتراب الجنة

 

الحمد لله الذي عمت رحمته كل شيء ووسعت، وتمت نعمته على العباد وعظمت، ملك ذلت لعزته الرقاب وخضعت، وهابت لسطوته الصعاب وخشعت، وارتاعت من خشيته أرواح الخائفين وجزعت، كريم تعلقت برحمته قلوب الراجين فطمعت، بصير بعباده يعلم ما كنّت الصدور وأودعت، عظيم عجزت العقول عن إدراك ذاته فتحيرت، نحمده على نعم توالت علينا واتسعت، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجي قائلها من النار يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي جاهد في الله حق جهاده حتى علت كلمة التوحيد وارتفعت، اللهم فصلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ثم أما بعد، قيل أنه في إحدى مدارس وبينما كان معلم اللغة العربية للسنة الثانية إبتدائي يوزع أوراق الإمتحان. 

بعد أن صححها لطلابه، فإذا بأحد التلاميذ يقول لو سمحت يا أستاذ، إن درجاتي ثماني من عشرة، وأنت لم تشر بعلامة الخطأ أمام أي إجابة؟ فرد عليه المعلم إن درجاتك في التعبير أنقصت منك النقطتين، فقال التلميذ إني أريد الدرجة كلها، أي عشرة علي عشرة، وكان التلميذ مصر على يأخذ الدرجة كاملة، وأخذ يجادل المعلم، فأراد المعلم بأن لا يحرج تلميذه بإعتباره أحد التلاميذ المتميزين في الفصل، فقال له إذا أحضرت ” تراب الجنة” فسوف أعطيك الدرجة كاملة وهذا من باب تحدي التلميذ وعدم أخذ الدرجة كاملة، فهدأ التلميذ ورجع إلى البيت، وإذا باليوم الثاني يحمل كيس تراب قد أحضره للمعلم، فقال المعلم ما هذا؟ فرد عليه هذا هو تراب من الجنة كما تريد، فقال له المعلم مستغربا، تراب من الجنة، وكيف أحضرته؟ فرد عليه، جعلت أمي تمشي على التراب.

 ومن ثم جمعته لك في هذا الكيس وأنت من أخبرتنا أن الجنة تحت أقدام الامهات، يا الله يا لها من كلمات، ويأتي رجل فيبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة، فيقول له كيف تركت أبويك؟ فيقول تركتهما يبكيان، فيقول له ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما، ويأتي رجل يريد الجهاد فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم “ألك أم؟ فيقول نعم، قال أتريد الأجر والمثوبة من الله؟ قال نعم، قال الزم قدمها فثم الجنة” ولنرجع إلى البيوت فلنلزم أقدامهن، فهناك الجنة وهناك الروح والريحان وهناك الجنان وهنالك الأنهار وتلك هي القصور، فباب الجنة عند قدم أمك، فكيف ضيعت ذلك الباب؟ وكيف فرطت في الجنة وأبوابها؟ فإن قلت لي إن لي والدين قد توفيا، فاسمع لهذا الأثر، فيقول أبو هريرة رضي الله عنه “ترفع للميت بعد موته درجته، فيقول، أي بعد الموت لما يلقى الله، 

ويرى درجته عالية في الجنة وله منازل رفيعة في الجنة، وهو لم يفعل شيئا في الدنيا، فيقول أي ربي أي شيء هذا؟ هذه الدرجات والأعمال أي شيء هذا يا رب؟ فيقول ولدك استغفر لك” فإدعوا لهما اللهم اغفر لي ولوالدي، وإدعوا لهما في السجود وفي السحر وبين الأذان والإقامة وفي أي وقت يستجاب فيه الدعاء، وادعوا لهما بالمغفرة، فقال صلي الله عليه وسلم “وولد صالح يدعو له” وعليك بكثرة الصدقة عنهما، فإن الصدقة مقبولة، عن الأحياء والأموات، وإن إعتمرت أو حججت عن نفسك، فإنه يشرع لك ويجوز لك أن تعتمر عنهما وتحج عنهما، فيا أيها المسلمون، اتقوا الله في سركم وجهوكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسب، واعلموا أن خير مخلوق إنسان آدمي وطئ الأرض هو نبيكم ورسول الله إليكم، وإلى الثقلين كافة محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى