مقالات

المدرس وحسن الظن بالتلاميذ .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد قال الإمام البخاري رحمه الله “وإنما العلم بالتعلم” أي ما العلم إلا بالتعلم، فليس العلم يأتي هكذا هدية للإنسان كأنه طبق طعام، بل هو بالتعلُّم، وأيضا بالتعلم الجاد لا بالتعلم المتقطع ولا بالتعلم المتماوت ويقال اجعل كلك للعلم يأتك بعضه وإن جعلت بعضك للعلم فاتك العلم كله فلا بد من التفرغ التام للعلم والإجتهاد التام والمذاكرة والمناقشة لأن المذاكرة تحفظ العلم والمناقشة تفتح فهم الإنسان حتى يستطيع أن يعرف الأدلة ويستنتج الأحكام منها ويعرف كيف بتخلص من الأشياء المتشابهة والمتعارضة وهذا أمر مجرب.

وكما علي المدرس أن يحسن الظن بالتلاميذ ولا تتهمهم بناء على ظن أو على شك أو على وهم، وإعلم أنه كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم “لأن نخطئ في العفو خير لنا عند الله من أن نخطئ في العقوبة” أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما عليك أن تعامل التلميذ بصفته أحد أبنائك وإحترمه يبادلك الإحترام بإذن الله تعالي كما يبادلك أهله كذلك الإحترام، ولا تستهن بأية مشكلة تواجه تلميذا من تلاميذك مهما تكن صغيرة بل حاول تلمس الحل المناسب لها وإستعن بالله على ذلك، وقدّر أي جهد يقوم به الطالب ولا تحتقره ولا تستهزئ به، ولا بأس أن تمدحه بين الحين والآخر في الوقت والظرف المناسبين مدحا يشجعه ولا يفسده، وكما يجب أن يكون للمعلم إلمام ولو بسيط بعلم النفس التربوي وعليه أن يدرس نفسيات الطلاب ثم يعاملهم بناء على ذلك.

واعلم أيها المعلم أن تلميذا تكفيه نظرة، وآخرا يحتاج إلى كلمة، وثالثا يفيده النصح المنفرد، وآخرا يوقظه التأنيب داخل الفصل، وخامسا لا ينفع معه إلا الضرب غير المبرح وهكذا، ولا تقتطع أي جزء من حصص التلاميذ الرسمية وكن أمينا ما استطعت وليكن شعارك الحديث الشريف “اليد العليا خير من اليد السفلى” والذي من معانيه الأساسية أن اليد التي تعطي خير من التي تأخذ، ومن هنا فإذا إستطعت أن تقدم للتلاميذ دروسا إضافية تطوعية فإفعل تكبر إستفادتهم بإذن الله ويعظم أجرك عند الله تعالي، وكذلك لا تقتطع أي جزء من وقت راحة التلاميذ أو من حصصهم في مواد أخرى، لأن لكل مادة وقتها الخاص، وكما أن التلميذ من واجبه أن يدرس في وقت الدراسة فإن من حقه أن يرتاح في وقت الراحة، وعلى المعلم أن يكون قدوة لطلابه في كل شيء وخصوصا في إحترام الوقت وتنظيمه.

فاللهم يا قوي يا عزيز، يا جبار السموات والأرض أهلك الكفار والمرجفين اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم أصلح أحوال المسلمين واجعلهم لشريعتك محكمين ولسنة نبيك متبعين، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال، لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، برحمتك يا عزيز يا غفار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى