مقالات
أخر الأخبار

دور الملك فيصل بن عبد العزيز في دعم حرب أكتوبر 1973: التحالف العربي والضغط النفطي

دور الملك فيصل بن عبد العزيز في دعم حرب أكتوبر 1973: التحالف العربي والضغط النفطي”

 

بقلم: دلال ندا

كان للملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية من عام 1964 إلى 1975، دورٌ بارز ومؤثر في دعم الجهود العربية خلال حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل. وقد تميزت إسهاماته بتقديم دعم سياسي واقتصادي قوي، ساهم بشكل مباشر في تعزيز قدرة الدول العربية على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصةً مصر وسوريا.

الدعم الاقتصادي: سلاح النفط

أحد أبرز الأدوار التي لعبها الملك فيصل خلال حرب أكتوبر كان استخدام النفط كسلاح اقتصادي وسياسي ضد الدول الداعمة لإسرائيل. في 17 أكتوبر 1973، قررت الدول العربية الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية خفض إنتاج النفط وفرض حظر نفطي على الدول التي تدعم إسرائيل، وخاصة الولايات المتحدة وهولندا. كان هذا القرار بمثابة ضربة قوية للعالم الغربي الذي كان يعتمد بشكل كبير على إمدادات النفط العربية. أدى هذا الحظر إلى رفع أسعار النفط العالمية بشكل كبير، وأحدث أزمة طاقة في الدول الغربية، مما أثر على الاقتصاد العالمي وزاد من الضغوط السياسية على هذه الدول لمراجعة موقفها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.

الدعم المالي والعسكري

قدمت المملكة العربية السعودية في عهد الملك فيصل دعماً مالياً ضخماً لكل من مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر. حيث تم توجيه جزء كبير من عائدات النفط لدعم المجهود الحربي العربي، مما ساعد في تمويل العمليات العسكرية وشراء الأسلحة والذخائر. وقد لعب هذا الدعم دوراً حيوياً في تمكين الجيشين المصري والسوري من مواجهة القوات الإسرائيلية بكفاءة.

الموقف السياسي والدبلوماسي

على الصعيد السياسي، بذل الملك فيصل جهوداً كبيرة لتوحيد الصف العربي والتنسيق بين الدول العربية لمواجهة إسرائيل. كان يؤمن بأهمية وحدة الموقف العربي لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة العربية، وعمل على تحقيق تضامن عربي قوي من خلال القمم العربية والمشاورات المستمرة مع قادة الدول العربية. كما قام بتعزيز علاقات السعودية مع الاتحاد السوفيتي والدول الأوروبية، ساعياً لتحقيق توازن في العلاقات الدولية بما يخدم الموقف العربي.

إرث الملك فيصل في حرب أكتوبر

يُعتبر الملك فيصل رمزاً لدعم القضايا العربية والإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بفلسطين. فقد أدت سياساته خلال حرب أكتوبر إلى تعميق الوعي الدولي بالصراع العربي الإسرائيلي، وساهمت في تعزيز مكانة السعودية كقوة إقليمية مؤثرة. استخدامه للنفط كسلاح اقتصادي كان قراراً استراتيجياً جريئاً، أثبت قدرة العرب على استغلال مواردهم الطبيعية لتحقيق مكاسب سياسية.

في النهاية، يمكن القول إن دور الملك فيصل في حرب أكتوبر 1973 كان أساسياً ومؤثراً، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، بل أيضاً من الناحية السياسية والاستراتيجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى