خواطر

عاصفة المشاعر .. بقلم الكاتبة: الزهرة العناق

 

في عمق سماء القلب، بدأت غيوم المشاعر تتجمع ببطء، كأنها تنذر بعاصفة لا تشبه أي عاصفة عرفتها الأرض. كان الشعور يرتفع من أعماقي، كتيار سري يصعد إلى السطح دون أن أتمكن من إيقافه. فجأة، انشق الأفق داخلي وبدأت الرياح تهب، لكن هذه الرياح لم تكن من هواء بل من ذكريات و نداءات صامتة، تحركت حولي كأنها كائنات خفية، تهز أوراق الماضي وتفتح أبواب المستقبل.

في تلك العاصفة رأيت كائنات من نور و ظل تتصارع بين أحضان روحي، و كأن كل شعور يحمل جناحين من الحزن والفرح، يطير بي في دوامات من الخيال. صوت الرعد كان داخلي، يطرق على جدران الصمت في قلبي، و وميض البرق كان ومضات من الأفكار التي لم أستطع التنبؤ بها.

كنت أبحر بلا مركب ولا شراع، لكن كنت أجدف بأجنحة من الأمل و الخوف، يقذفني التيار هنا وهناك، وبين كل موجة شعور مختلف، كنت أكتشف جزيرة جديدة في نفسي، لم أزرها من قبل.

فجأة هدأت العاصفة، و كأن كل شيء عاد إلى السكون. لكنني لم أعد كما كنت. أصبحت مختلفة، كأن العاصفة أخذت شيئا مني و أعطتني بدلا منه حكمة لا ترى إلا في قلب العاصفة، حيث تلتقي الحقيقة بالخيال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى