مقالات

الدكرورى يكتب /عن السبب المباشر لكثير من الجرائم والكوارث

الدكرورى يكتب /عن السبب المباشر لكثير من الجرائم والكوارث

 

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد لكى ننهض ببلدنا لابد أن يتكاتف الجميع، وأن نتحمل جميعا المسؤولية من أجل القضاء على هذه الظاهرة المقيتة، كل واحد منا في موقعه، فبكل أسف، فبدلا من أن ينفق المدمن أمواله للتوسعة على من يعول، وأن ينفق ماله في متطلبات الحياة إذا به لا يكترث بأولاده ولا سائر أسرته، وإنما يعيش الحياة من أجل الجري وراء السراب، ألا وهو الإدمان اللعين، فعند الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أنه قال النبي صلى الله عليه وسلم “كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يقوت” 

 

ومن هنا أيها المسلمون فإن الإدمان ربما يكون هو السبب المباشر لكثير من الجرائم والكوارث التي تحدث في المجتمع مثل السرعات الجنونية على الطرق، وارتكاب الجرائم الأخرى من حوادث القتل والاغتصاب وغيرها، فكم من نساء ترملت، ومن أطفال تجرعوا مرارة اليتم من أجل مدمن متهور، فليت كل منغمس في الإدمان أن يكف عما هو فيه، فكل يوم يمر عليه وهو على إدمانه، إنما يضيع أمواله وصحته وأولاده وكل من وراءه وهو لا يدري، لأنه غارق في براثن الإدمان، واعلموا يرحمكم الله إن الفرق بين خمر الدنيا وخمر الآخرة هو ما وضحته الآية القرأنية، فقال الله تعالى ” وسقاهم ربهم شرابا طهورا ” فوصف الله عز وجل شراب أهل الجنة بأنه طهور، ويفهم من الآية أن خمر الدنيا ليست كذلك. 

 

ومما يؤيد ذلك أن كل الأوصاف التي مدح الله تعالي بها خمر الآخرة منتفية عن خمر الدنيا، كقوله تعالى ” لا فيها غول ولا هم ينزفون” وكقوله تعالى ” لا يصدعون عنها ولا ينفون ” فالأوصاف التي ذكرت هي لخمر الآخرة، بخلاف خمر الدنيا ففيها غول يغتال العقول، ويصدع أهلها وشاربيها، أي يصيبهم الصداع الذي هو وجع الرأس بسببها، وقوله تعالى ” ولا ينزفون” فيعني لا يسكرون، بخلاف خمر الدنيا، فمن شربها سكر وغاب عقله، وافتضح أمره، كذلك خمر الدنيا مرة المذاق، علقم الطعم، أما خمر الآخرة فقد قال الله فيها وهو أحسن القائلين ” من خمر لذة للشاربين” فهي حلوة الطعم، لذيذة الشرب، ومن أهم الفروق بين خمر الدنيا وخمر الآخرة، أن خمر الدنيا حرام بكتاب الله تعالى، وحرام بما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

 

وحرام بأقوال العلماء، وحرام بأقوال الأطباء مسلمين وغير مسلمين، وحرام بما تقتضيه الطبيعة البشرية من حرص على العقل والمال والنفس والدين، أما خمر الآخرة فهي حلال بكتاب الله تعالى، وقد سبقت الإشارة إلى الأدلة على ما ذكرت، واعلموا يرحمكم الله إن علاج هذه الظاهرة يكون بتكاتف فئات المجتمع وذلك بالوعظ والتخويف من عقاب الله تعالي فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الآمنين يوم الدين، وأن تغفر لنا ذنوبنا أجمعين، تجاوز عنا بحلمك يا حليم، وكفر عنا سيئاتنا يا غفور يا رحيم، اللهم أقل عثرتنا واغفر زلتنا، وامح سيئاتنا، اللهم زد حسناتنا، وضاعفها لنا يا كريم، اللهم إنا نسألك الأمن يوم الفزع، والستر يوم الفضيحة، استرنا بسترك الجميل، واصفح عنا الصفح الجزيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى