مقالات
أخر الأخبار

الجريمة الباردة: مفهومها وأمثلتها   بقلم: دلال ندا   

الجريمة الباردة: مفهومها وأمثلتها

بقلم: دلال ندا 

تُعرف “الجريمة الباردة” بأنها الجريمة التي مرت فترة طويلة على ارتكابها دون حل أو تمكن السلطات من القبض على الجاني أو جمع أدلة كافية للتوصل إلى الجاني. قد تمتد هذه الفترة لسنوات أو حتى عقود، حيث تتعقد فيها الأمور وتتعثر التحقيقات لعدة أسباب، مثل نقص الأدلة أو وفاة الشهود أو تقادم التكنولوجيا المستخدمة في التحقيقات الجنائية في فترة ارتكاب الجريمة.

أسباب تحول الجرائم إلى قضايا باردة:

نقص الأدلة: في بعض الحالات، لا تتوفر الأدلة الكافية فور وقوع الجريمة. قد يكون مسرح الجريمة تم العبث به أو تلفت الأدلة بفعل الزمن، مما يصعب على المحققين الوصول إلى الجاني.

عدم وجود شهود: الشهود غالبًا ما يكونون العنصر الرئيسي في التحقيقات الجنائية. ومع غيابهم أو وفاتهم أو خوفهم من الإدلاء بشهاداتهم، يتعذر على السلطات إتمام التحقيق.

التكنولوجيا المحدودة: في الماضي، كانت بعض الجرائم صعبة الحل نظرًا لعدم توفر تقنيات متطورة مثل التحليل الجنائي للحمض النووي أو أدوات الطب الشرعي الحديثة. ومع تقدم الزمن، أصبحت تلك التقنيات تساعد في فتح قضايا باردة قديمة وإعادة التحقيق فيها.

كيف تُفتح القضايا الباردة؟

مع تطور التكنولوجيا والتحليل الجنائي، بدأت السلطات تعيد النظر في بعض القضايا الباردة. على سبيل المثال، أصبح تحليل الحمض النووي وتقنيات مقارنة البصمات أكثر دقة، مما يمكن المحققين من العودة إلى الأدلة القديمة وتحليلها من جديد باستخدام تقنيات حديثة. كذلك، قد تظهر شهادات جديدة أو اعترافات غير متوقعة بعد مرور وقت طويل على وقوع الجريمة.

أمثلة على الجرائم الباردة الشهيرة:

قضية جاك السفاح: واحدة من أشهر القضايا الباردة التي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر. كان جاك السفاح يقتل النساء في شوارع لندن بطرق وحشية ولم يتم القبض عليه أو الكشف عن هويته حتى يومنا هذا.

قضية اختفاء أيمي برادلي: اختفت أيمي عام 1998 على متن سفينة سياحية، ولم يُعرف أي شيء عن مكان وجودها منذ ذلك الحين. ورغم مرور سنوات على الحادثة، لا يزال اختفاؤها لغزًا دون حل.

قضية جونبينيه رامزي: طفلة أمريكية وُجدت مقتولة في منزلها عام 1996. رغم الشكوك والاتهامات الموجهة لعائلتها، إلا أن الجاني لم يُعتقل رسميًا، وتبقى القضية غير محلولة.

أهمية فتح القضايا الباردة:

فتح القضايا الباردة لا يساعد فقط في تحقيق العدالة للضحايا وأسرهم، بل يعيد الأمل بأن الحقيقة قد تظهر في النهاية. كما أن ذلك يُعد جزءًا من مسؤولية الحكومات تجاه تحقيق العدالة والمساءلة، حتى لو مر الزمن على الجريمة.

الجرائم الباردة تُشكل تحديًا كبيرًا أمام السلطات الجنائية، لكنها تمثل أيضًا فرصة لإثبات أن الزمن ليس عائقًا أمام تحقيق العدالة. ومع تقدم التكنولوجيا والتعاون الدولي بين السلطات، يمكن فتح العديد من القضايا وحل ألغاز جرائم عالقة منذ سنوات، ليعود الأمل لعائلات الضحايا والمجتمع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى