مقالات

 الدكـــروري يكتب: العلم الراسخ المبارك

 

الحمد لله، لا مانع لما أعطاه ولا رادّ لما قضاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله ومصطفاه صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فسبحانه وتعالي القائل ” فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون ” ثم أما بعد إن أبرك العلم ما يحصل في المساجد على المشايخ، حيث قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله العلم لا يقتصر طلبه في الحضور إلى الكليات ودراسة موادها بل إن من أبرك العلم تحصيلا وتأثيرا في النفس وفي العمل والمنهج هو ما يحصل في المساجد فما أبرك علم المساجد لأن المساجد فيها خير وبركة ولذلك أنا أقول لكم عن نفسي إن العلم الحقيقي الذي أدركته هو العلم الذي قرأته على المشايخ وإن كنت استفدت من الجامعة في فنون أخرى. 

لكن العلم الراسخ المبارك هو ما يدركه الإنسان عند المشايخ ولذلك أنا أحث الطلاب على ألا يقتصروا على مواد الجامعة إذا كان لديهم وقت وقدرة، وإنه مهم في حدود الإمكان أن يطرح المعلم على التلاميذ في بداية كل درس أسئلة متعلقة بالدرس الماضي للتأكد من مدى إستيعاب التلاميذ للدرس الماضي وحتى يبني الدرس الحالي على أساس سليم، وعندما تعد أسئلة إختبار حاول أن تكون هذه الأسئلة من واقع ما دار في الفصل ومما تدرب عليه التلاميذ ومن صميم البرنامج ولا تطرح عليهم أسئلة خارجة عن هذا المجال، واربط تلاميذك أيها المعلم بالواقع والبيئة المحيطة به، وإذا اشتكيت أيها المعلم من عدم قدرتك على إدارة الصف فلتفتش في دخيلة نفسك، ولتبحث في أدوات عملك فربما يكون هناك مكمن الخلل، أي ربما يكون الخلل فيك لا في التلاميذ. 

وأعدّ درسك إعدادا جيدا ووسّع أفقك بالقراءة والإطلاع بشكل دائم ومستمر من خلال الكتب والمجلات والجرائد والتلفزيون والفيديو والكمبيوتر والأنترنت وغيرهم ولتكن المطالعة والسماع هواية من هواياتك الأساسية لأنها هواية كل مثقف، ويمكن أن تسأل بين الحين والآخر أستاذا أو معلما عما لم تفهمه مما يتعلق بمادة التدريسن وإعلم أنه ليس في ذلك أي عيب بل العيب كله في أن لا نفهم ولا نسأل، والأستاذ كأي بشر مهما علم أشياء فإن أشياء أخرى سوف تغيب عنه بكل تأكيد، وإذا لم تكن متأكدا من الجواب على سؤال طرحه عليك تلميذ فلتؤجل الجواب إلى حين تتأكد منه ولو كان ذلك إلى حصة مقبلة، واعلم أنه ليس في ذلك أي عيب كما قلت قبل قليل، كما أنه ليس عيبا أن تخطئ ثم تعترف بالخطأ ولو أمام التلاميذ إذا لم يتكرر الخطأ كثيرا. 

بل العيب في أن تقول للتلاميذ ما لست متأكدا من صحته أو في أن تعرف أنك مخطئ ثم تصر على الخطأ، وأن من قال ” لا أدري” فقد أجاب، وكما يوصي المعلم أو الأستاذ تلاميذه بإستمرار بأن يراجعوا دروسهم أولا بأول من أول يوم دارسي، وأن تغيب الواحد منهم عن المدرسة ولو ليوم واحد سيؤخر تحصيله الدراسي، وأن ينتبهوا لشرح المعلم جيدا أثناء الدرس، وأن لا يخجل أحدهم من السؤال عن أية معلومة لم يستوعبها أو يفهمها، وأنه لا يجوز أن يجعلوا للقلق والخوف طريقا إلى أنفسهم أبدا فيقول تعالي “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” وأنهم إذا فعلوا ذلك فسيكون النجاح حليفهم بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى